[rtl]لا إكراه في الدين[/rtl]
[rtl]كثيرا ما ننصدم في الحياة بمن يريدون فرض معتقداتهم ومحبوباتهم، بل وحتى هواياتهم ومشاكلهم، فتجد المتخصص في الآداب والعلوم الإنسانية مثلا، يعطيها قداسة، ويحاول أن يجعلها المهيمن بالساحة، ولا شيء يعلوها، وغيره كذلك.[/rtl]
[rtl]ليس عيبا أن نخطو خطوة في طريق ما، حتى وإن كان يؤدي إلى نار حارة، إذا كان الأمر عن قناعة، ولكن العيب يكمن في أن نرغم الآخر على أمرنا، وقد نبه الله سبحانه على هذا الموضوع في أشد شيء أمرنا به، وهو عبادته، فقال سبحانه: (لا إكراه في الدين)، نعم الدين ندين به لربنا، لكن لا نرغم أحدا عليه، أو نفرض عليه أمرا منه لا يريده، فلا يجوز لنا أن نحكم أحدا بشيء لا يريده، اللهم إن كان قانونا عاما، أو دستورا يحتكم إليه.[/rtl]
[rtl]على سبيل المثال صعدت عشية يوم حافلة، ويتقدمني شاب وسيم، ذو جلباب أسود دون كعبه، وقلنسوة تحيط برأسه فلا تدع فراغا بينها وبين شعره، وقد بدت على وجهه شعيرات كثيفة وخاصة بذقنه، أدى ثمن الحافلة وتقدم نحو الركاب، وكنت أنا أول الناس بعده، تبعته وجلسنا حيث انتهى بنا المسير، أخذت تذكرتي فوضعتها بأول صفحة من كتاب "طنجة عبر التاريخ" الذي كنت أتأبطه، وأخذت أراجع أحوالي ليوم قد بدت شمسه نحو الغروب، وأقبل ليله يسدل ستره، فوجئت بالوسيم وهو يتمتم في صمت لم أفهم دندنته، لكن وجهه يبدي ويفصح عن أن شيئا لم ينل بغيته، فأخذ هاتفه الذكي، ذو الواجهة السوداء والخلف الفضي، غير سميك ولا رقيق، وأخذ يتصفحه، حتى وصل به البحث إلى سورة قرآنية مباركة، فأسرع المؤشرَ إلى ما قُبيل نهاية السورة بقليل، ورفع صوت المكبر إلى المستوى النهائي، ليشق به مسامع الركاب، من غير أن يعلموا مصدره، وهو ظان أنه يفعل فعلا يجازى به حسنات.[/rtl]
[rtl]أتعجب عندما أرى بني جلدة الإسلام وإمامهم رسول الله محمد بن عبد الله، يفعلون هذا بحافلة ركاب، حقا أتعجب بل أستحي، وخاصة حينما أسمع عن أمة اليابان، التي تعتبر العيب كل العيب أن يرن هاتف أحد بالمرافق العامة، والعيب وكل العار أن يرن، أنى لك به إن رفع السماعة وشرع في الحديث على مرأى ومسمع الجميع ! عفوا ليست هنا النهاية، فهواتف اليابانيين، ليس بها ضمن قائمة الأوضاع، وضع "صامت"، وإنما يوجد بدله: "أخلاق".[/rtl]
[rtl]أليست هذه دعوى لتقديس حق الإنسان ؟ أليس هذا هو لب حرية الآخر ؟ أليس هذا هو جوهر ما يصبوا إليه الدين ؟[/rtl]
[rtl]أدَع الجواب لمحمد بن عبد الله الرسول القائل: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" رواه البخاري، متى سنخرج من لبسنا ؟ متى سنخلع النوم عن قلوبنا ؟ ...، كثيرة هي الأسئلة، متعددة أيضا أجوبتها ولكن ما أقل العمل ![/rtl]
الإثنين مارس 15, 2021 11:07 am
